خدعة المفاوضات النووية.. هل سقطت إيران في فخ أمريكي إسرائيلي محكم؟
الأربعاء، 18 يونيو 2025
فجّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مفاجأة مدوية، مساء أمس الثلاثاء، بإعلانه أن هدفه ليس التهدئة أو وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، في وقت تُكثّف فيه الأخيرة ضرباتها الجوية على الأراضي الإيرانية.
وقلبت هذه التصريحات المشهد التفاوضي رأسًا على عقب، الذي استمر بين واشنطن وطهران خلال60 يوما لبحث البرنامج النووي والتي بدت وكأنها (المفاوضات) تمهّد لتهدئة بين واشنطن وطهران، وأنها قد تشكّل “ضمانة ضمنية” تمنع إسرائيل من تنفيذ هجمات عسكرية ضد إيران.
لكن بعد الضربة الإسرائيلية لإيران التي وقعت في الساعات الأولى من الجمعة الماضية، تثار تساؤلات، بشأن هل كانت المفاوضات النووية مجرد غطاء لفخ استراتيجي أمريكي ـ إسرائيلي استدرجت إليه إيران دون أن تدري
ترامب يكشف نواياه
قال ترامب بصيغة مباشرة وحادة: “لا أريد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. بل أريد من إيران التخلي الكامل عن السلاح النووي”، مؤكدًا أن المفاوضات ليست سوى وسيلة لتحقيق ذلك الهدف الاستراتيجي.
وجاء هذا التصريح المفاجئ بعد مغادرة ترامب لقمة مجموعة السبع في كندا بشكل عاجل مساء أمس الثلاثاء 17 يونيو، حيث عاد إلى واشنطن لمتابعة التصعيد المتسارع بين إسرائيل وإيران، في وقت تُكثّف فيه الأخيرة ضرباتها الجوية على الأراضي الإيرانية.
وبحسب ما أوردته شبكة CBS الأمريكية، فإن ترامب لم يستبعد إرسال المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أو نائبه السيناتور جي دي فانس، للتباحث مع الجانب الإيراني، لكنه رهن هذا القرار بما سيجري من تطورات ميدانية وسياسية خلال ساعات عودته إلى العاصمة الأمريكية
وأشار ترامب خلال تصريحاته إلى أنه لا يتوقع من إسرائيل أن “تبطيء” وتيرة ضرباتها ضد إيران، في إشارة إلى دعم ضمني للموقف الإسرائيلي المتشدد.
خداع تفاوضي
في هذا السياق، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مصادر أوروبية مطّلعة، أن إيران قد تكون وقعت في “خديعة تفاوضية” من قبل الإدارة الأمريكية.
ووفقاً للتقرير، فإن وزير الخارجية الإيراني، كان قد أبلغ دبلوماسيين غربيين أن كلًا من ترامب والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قد أوحيا لطهران بأن المفاوضات النووية قد تشكّل “ضمانة ضمنية” تمنع إسرائيل من تنفيذ هجمات عسكرية.
إلا أن الضربات التي نفذتها إسرائيل لاحقا – والتي استهدفت قيادات عليا في الحرس الثوري والجيش الإيراني – جاءت كصفعة مفاجئة، لم يتوقعها حتى كبار مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي، بحسب مصادر الصحيفة.
كواليس الـ“فخ الاستراتيجي”.. وتحذيرات سابقة
تحمل التحركات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة، بحسب مراقبين، ملامح ما وصفته طهران بـ”الفخ الاستراتيجي”.
ففي 10 يونيو، أي قبل أسبوع فقط، أصدر نواب إيرانيون بيانًا حذروا فيه من أن المفاوضات الجارية قد تكون واجهة لخطة مشتركة بين واشنطن وتل أبيب لتطويق إيران عسكريًا وسياسيًا.
وجاء في البيان:
“على إيران أن تحذر من فخ قد يحوّل أي اتفاق إلى غطاء لهجوم موسع يستهدف أمنها القومي من الداخل والخارج”.
وقد دعمت وزارة الخارجية الإيرانية هذه المخاوف حين أعلنت أن طهران تستعد لتقديم مقترح نووي جديد لواشنطن، لكنها شددت على أن “الكرة في ملعب الأمريكيين”، في إشارة إلى وجوب استغلالهم الفرصة الدبلوماسية بدلًا من التصعيد.
خلف الستار.. مفاوضات كانت تغلي تحت النار
قبل بدء الضربة الإسرائيلية لإيران الجمعة الماضية، كانت واشنطن على وشك بدء جولة جديدة من المحادثات مع طهران يوم الأحد بشأن مستقبل تخصيب اليورانيوم ومراقبة المواقع النووية
فيما كشفت مصادر دبلوماسية أن المفاوضات كانت تسير في مسار “متقدم نسبياً”، رغم المخاوف العلنية.
لكن ما جرى بعد ذلك، من قصف إسرائيلي واسع النطاق واغتيال قيادات إيرانية، طرح سؤالًا جوهريًا عنوان: هل كانت المفاوضات مجرد غطاء لتهيئة الضربة؟
لكن السيناريو المطروح الآن أمام المحللين يتمثل في احتمال استخدام الولايات المتحدة لورقة التفاوض كأداة تضليل استراتيجي.
فبينما كانت طهران تحاول المناورة دبلوماسيًا، كانت تل أبيب تمهّد لهجمات مدمّرة، بمباركة واشنطن أو على الأقل.. بتنسيق غير معلن.
والآن، السؤال لم يعد: “هل هناك تفاوض؟”، بل أصبح: هل التفاوض نفسه كان جزءًا من الخطة ووقعت إيران في فخ تفاوضي نسجته واشنطن وتل أبيب بإحكام، تحت غطاء محادثات يُشتبه اليوم أنها كانت ستارًا لخطة تصعيدية معدّة سلفًا.
- إخلاء سبيل زوجة حسام حسن بعدالتحقيق
- منتخب مصر لكرة اليد للشباب يتأهل للدور الرئيسي في بطولة العالم ببولندا
- وليد سليمان يكشف سبب تراجع مستوى تريزيجيه.. ما علاقة زيزو ووسام أبو علي؟
- شيخ الأزهر يغرد بالفارسية لأول مرة .. ويدين العدوان الصهيوني على إيران
- محمد صلاح يطارد إنجازًا تاريخيًا في الكرة الإنجليزية
- إسرائيل تطالب دول الخليج تحمل تكاليف حربها ضد إيران
- بوتين: روسيا تبنى لإيران مفاعلين نوويين إضافيين فى بوشهر
- أسرة عبد الحليم حافظ تقاضي مهرجان موازين
- بمناسبة اليوم العالمي للاجئين.. المطالبة بإحصاء سكان مخيمات تندوف وضمان حقوقه
- استخراج 9 ناجين وحالة وفاة من أسفل أنقاض عقارى حدائق القبة حتى الآن