تركنا سيدُنا رسولُ الله ﷺ وقد علَّمنا المبادئ العُليا من العدل، والمساواة، والرحمة، وعمارة الدنيا، وغيرها من القيم الراسخة

عاشور عبدالحليم23 يوليو 2025آخر تحديث :
تركنا سيدُنا رسولُ الله ﷺ وقد علَّمنا المبادئ العُليا من العدل، والمساواة، والرحمة، وعمارة الدنيا، وغيرها من القيم الراسخة

تركنا سيدُنا رسولُ الله ﷺ وقد علَّمنا المبادئ العُليا من العدل، والمساواة، والرحمة، وعمارة الدنيا، وغيرها من القيم الراسخة… فمن تمسّك بها نجا، ومن تخلّى عنها وقع في أزماتٍ وكوارث ومصائب لا نهاية لها.
علَّمنا رسول الله ﷺ، في مواقف كثيرة، أن نُقدِّم مصلحة الأمة على كل مصلحة.
علَّمنا ﷺ أن نرضى، وأن نسلِّم بقضاء الله، فلا يكون في كونه إلا ما أراد.
علَّمنا ﷺ أن نلين في أيدي إخواننا، وأن نكون أمةً واحدة، سِلمًا لمن سالمنا، وحربًا على من اعتدى علينا.
علَّمنا رسول الله ﷺ الصدق في القول، ونهانا عن الكذب، وعن الخيانة، وعن الفُجُور في الخصومة؛ فإن الدنيا فانية.
وقد قال النبي ﷺ: «كُنْ في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابرُ سبيل» [رواه البخاري].
وقال ﷺ: «ازهدْ فيما في أيدي الناس يحبّك الناس، وازهدْ في الدنيا يحبّك الله» [رواه ابن ماجه].
وعندما تخلّف المُخَلَّفون، أصحاب سورة التوبة، ومنهم كعب بن مالك رضي الله عنه، جاءه نبطيٌّ من نبط أهل الشام ، فدفع إليه كتابًا من ملك غسان، فإذا فيه: “أما بعد: فإنه قد بلغنا أن صاحبك قد جفاك (هجرك)، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك.”
فبكى كعب، وعرف أنها فتنة.
وكان النبي ﷺ، مع تعلّق قلبه الشريف بكعب، لا يُحدّثه عقوبةً له على تخلّفه.
وقد روى البخاري أن كعبًا قال: “كُنْتُ أقوى أصحابي، فكُنْتُ أخرُجُ فأطوفُ في الأسواقِ، فآتي المسجدَ، وآتي النَّبيَّ ﷺ، فأُسلِّمُ عليه، وأقولُ: هل حرَّك شفَتَيهِ بالسَّلامِ؟ فإذا قُمْتُ أُصلِّي إلى ساريةٍ، وأقبَلْتُ على صلاتي، نظَر إليَّ النَّبيُّ ﷺ بمؤخِرِ عينَيْه، وإذا نظَرْتُ إليه أعرَض عنِّي”.
وكان كعبٌ إذا صلّى، نظر إليه النبي ﷺ، وملأ عينيه منه، فإذا سلَّم، أشاح النبي ﷺ بوجهه عنه.
كان يُحبّه، لكنه كان يُعاقبه؛ معاقبةَ الوالد لولده، وقال ﷺ: «إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلّمكم» [رواه أبو داود].
النبي ﷺ يُعلّمنا أن مصلحة الحاضر والمستقبل مقدَّمة على الرغبات والعواطف.
وقد علَّمنا الرضا والتسليم بأمر الله، وأن الله سبحانه وتعالى يختار لنا الخِيَرة من أمرنا، وأننا نتوكّل عليه حقّ التوكّل، بأن نرضى ونُسلِّم بما يقدّره الله تعالى لنا.
أ.د. علي جمعة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.